اطلعت على ما كتبه الاستاذ سلمان بن محمد العُمري في جريدتكم الغراء العدد 10078 وذلك يوم الثلاثاء الموافق 27/1/1421هـ بعنوان نقطة نظام والتي ناقش فيها ما كتبه الاستاذ: يوسف الذكير في جريدة الرياض وذلك يوم الثلاثاء الموافق 27/1/1421هـ مقاله الذي عنون له بـ وعي الانجاب والذي يدعو فيه كاتبه الى تقليل النسل، بعد ان حشد فيه ارقاماً يشير فيها الى عدد سكان المملكة في العقود القادمة والتي تمثل خطراً على الاقتصاد، عطفاً على ما نعيشه في هذه السنوات، وقد ألفيت نقاش الاستاذ العُمري جيداً ولاسيما وقد ناقشه في اللغة التي تحدث بها، وانني ازيد على ما ذكره الاستاذ العُمري من ذكر بعض الامور الشرعية التي وقع فيها الاستاذ الذكير وفقه الله في مقاله متمنياً منه ان يراجع فيه ما ذكر، وواضعاً في ذهنه وذهن جميع القراء ان الاسلام فيه كل ما يتصل بصلاح امر الدنيا وسعادة الآخرة، وانه لا يرفض وضع الخطط المستقبلية الخاصة في معاش الناس، وهذا ما تنتهجه حكومتنا وفقها الله وايدها، ففي قصة يوسف في تعبيره رؤيا الملك ما يشير الى هذا، وكذلك ما صنعه الخلفاء الراشدون، وهذه الخطط تكون بالنظر الى احتياج الناس ومتطلباتهم بالنسبة الى اعدادهم الواقعة والمتوقعة، لا في الدعوة الى تقليل جنسهم، ولا يخفى هذا على مطلع , وقد جانب الاستاذ الذكير وفقه الله الصواب حينما حاول لي عنق النص الذي يدعو فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الى التناسل والتكاثر، وان هذا خاص في زمن الرسول حينما كانوا قلة يانعة، ولاشك ان هذا باب لو فتح لانهدم كثير من احكام الاسلام، ولأصبحت الامور رجراجة، لان هذا الطرح يحمل فكرة عدم صلاحية الاسلام لكل زمان ومكان، والظن بالاستاذ الذكير انه بعيد عن هذا، ولو تفكر في خطورة هذا التفسير واعاد النظر فيه مرة اخرى لهدي الى الحق باذن الله, وايضاً تعليله بأن الرسول دعا الى تكثير النسل لما كانت اعداد المسلمين قليلة مقارنة بما يحيط بهم من كثرة ساحقة لامم النصارى والاحباش والمجوس، فقد غفل عن آخر الحديث الشريف فإني مكاثر بكم الامم يوم القيامة .
وايضاً الذي يعرفه العامي والمتعلم انه ليس هناك وجه مقارنة بين المسلمين وغيرهم من امم الروم، والصين، والهند، وجنس الترك,, الخ من جهة العدد، فعلى هذا يكفي في هذا الامر انتقاض قاعدة الاستاذ الذكير في دعواه السابقة.
والعجيب من الاستاذ الذكير وفقه الله انه يفرح بظاهر اي نص يوافق ما يذهب اليه دون النظر والتمحيص والتريث، فهو قد جعل من اخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه سيأتيكم زمان تكونون فيه مثل غثاء السيل لا تنفعكم كثرتكم دليل على تقليل النسل وان الكثرة ليست بنافعة، ومما يدرك بأوائل العقول قبل أواخرها ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام بالنظر الى الكيف لا الكم، وان الكثرة اذا لم تكن على مستوى من الوعي وتحمل المسؤولية فلن تنفعها كثرتها.
وايضاً فإن مسألة الارزاق محسومة من قبل ربنا عز وجل الذي امرنا بالتكاثر والتناسل عن طريق بذل الوسائل في ذلك، ونعى على الكفار الذين يقتلون اولادهم خشية الفقر فقال:نحن نزرقهم وإياكم وفي الآية الاخرى نحن نرزقكم وإياهم وبين تعالى ان رزق كل دابة عنده سبحانه وتعالى فقال: وما من دآبة إلا على الله رزقها وقال وفي السماء رزقكم وما توعدون وقال صلى الله عليه وسلم إن الله قدر مقادير كل شيء قبل ان يخلق السموات والارض بخمسين الف عام خرجه مسلم.
فمحاولة تغيير الثوابت او تحريكها مسألة لا طائل تحتها، الا زرع الشك، وتكدير الصفو.
ففرق بين ان ترشد الناس فتزرع عقيدة الايمان بالقدر في صدورهم، وان ربنا تعالى هو المتولي لأمورهم، وانه مصدر كل خير، وكاشف كل ضر، ورازق كل دابة, وبين ان تجعلهم نهباً للأوهام والوساوس وذلك بتخويفهم من المستقبل الذي شأنه بيد من اختص بعلم الغيب سبحانه، فالاول يكون متطلعاً دائماً الى ما عند الله، راجياً عونه ومدده، فهو بهذه العقيدة تجده عالي الهمة، رابط الجأش، اريحي ذا شفافية، ولو عضه الفقر، وأنابه الدهر, واما الثاني فتجده خائفاً قلقاً على الدوام ولو كان غنياً موسراً، قد خيم عليه كابوس الخوف من المستقبل بسبب ما حشي في اذنه وفكره من الافتراضات المبنية على الظن والتخمين، والتي تنذر بسيل قد انعقد غمامه كما يذهب الى ذلك من اعتمد على امثال هذه الفكر.
وفي الحقيقة لا اريد ان اعيد ما ذكره الاستاذ العُمري من غنى مملكتنا الغالية، ومخزوناتها المتنوعة، واننا بحاجة الى كثافة سكانية تفجر كنوز الارض التي تسبح عليها بلادنا بحمد الله وفضله، بقدر ما اريد ان أذكر به الاستاذ الذكير من ان البركة في التناسل، وانه كلما كثر عدد الاولاد كلما جاء الخير معهم، وتاريخنا القريب اظنه لا يخفى على من يحكم العقل وينحي الهوى جانباً، فكثير من الناس في العهد القريب لا يجد العظام ولا كسرة الطعام فلما استولد جاءه الرزق والخير، وكلما ازداد عدد الاسرة تنامى الرزق وتبارك.
والاستاذ الذكير اراد النصح، الا انه جانب الصواب، بل وأبعد كثيراً، فالمنتظر منه ومن امثاله من الكتاب الناصحين ان يعالجوا الفروع ولكن من غير اجتثاث الاصول، فالواجب ان يعالجوا كيفية مواجهة التفجر السكاني من منظور شرعي منطلقين فيه من الاصول والثوابت في ديننا، لا القضاء عليه.
وايضاً ينبغي للمسلم ان يحتضن مبدأ الاعتزاز والاعتداد بالايمان والعقيدة، وان ينأى عن الاستحذاء للغير، ومتابعته في غثه وسمينه، فما يجوز لغيرنا من الامم ربما لا يجوز لنا ولا يحل
وايضاً الذي يعرفه العامي والمتعلم انه ليس هناك وجه مقارنة بين المسلمين وغيرهم من امم الروم، والصين، والهند، وجنس الترك,, الخ من جهة العدد، فعلى هذا يكفي في هذا الامر انتقاض قاعدة الاستاذ الذكير في دعواه السابقة.
والعجيب من الاستاذ الذكير وفقه الله انه يفرح بظاهر اي نص يوافق ما يذهب اليه دون النظر والتمحيص والتريث، فهو قد جعل من اخبار الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه سيأتيكم زمان تكونون فيه مثل غثاء السيل لا تنفعكم كثرتكم دليل على تقليل النسل وان الكثرة ليست بنافعة، ومما يدرك بأوائل العقول قبل أواخرها ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام بالنظر الى الكيف لا الكم، وان الكثرة اذا لم تكن على مستوى من الوعي وتحمل المسؤولية فلن تنفعها كثرتها.
وايضاً فإن مسألة الارزاق محسومة من قبل ربنا عز وجل الذي امرنا بالتكاثر والتناسل عن طريق بذل الوسائل في ذلك، ونعى على الكفار الذين يقتلون اولادهم خشية الفقر فقال:نحن نزرقهم وإياكم وفي الآية الاخرى نحن نرزقكم وإياهم وبين تعالى ان رزق كل دابة عنده سبحانه وتعالى فقال: وما من دآبة إلا على الله رزقها وقال وفي السماء رزقكم وما توعدون وقال صلى الله عليه وسلم إن الله قدر مقادير كل شيء قبل ان يخلق السموات والارض بخمسين الف عام خرجه مسلم.
فمحاولة تغيير الثوابت او تحريكها مسألة لا طائل تحتها، الا زرع الشك، وتكدير الصفو.
ففرق بين ان ترشد الناس فتزرع عقيدة الايمان بالقدر في صدورهم، وان ربنا تعالى هو المتولي لأمورهم، وانه مصدر كل خير، وكاشف كل ضر، ورازق كل دابة, وبين ان تجعلهم نهباً للأوهام والوساوس وذلك بتخويفهم من المستقبل الذي شأنه بيد من اختص بعلم الغيب سبحانه، فالاول يكون متطلعاً دائماً الى ما عند الله، راجياً عونه ومدده، فهو بهذه العقيدة تجده عالي الهمة، رابط الجأش، اريحي ذا شفافية، ولو عضه الفقر، وأنابه الدهر, واما الثاني فتجده خائفاً قلقاً على الدوام ولو كان غنياً موسراً، قد خيم عليه كابوس الخوف من المستقبل بسبب ما حشي في اذنه وفكره من الافتراضات المبنية على الظن والتخمين، والتي تنذر بسيل قد انعقد غمامه كما يذهب الى ذلك من اعتمد على امثال هذه الفكر.
وفي الحقيقة لا اريد ان اعيد ما ذكره الاستاذ العُمري من غنى مملكتنا الغالية، ومخزوناتها المتنوعة، واننا بحاجة الى كثافة سكانية تفجر كنوز الارض التي تسبح عليها بلادنا بحمد الله وفضله، بقدر ما اريد ان أذكر به الاستاذ الذكير من ان البركة في التناسل، وانه كلما كثر عدد الاولاد كلما جاء الخير معهم، وتاريخنا القريب اظنه لا يخفى على من يحكم العقل وينحي الهوى جانباً، فكثير من الناس في العهد القريب لا يجد العظام ولا كسرة الطعام فلما استولد جاءه الرزق والخير، وكلما ازداد عدد الاسرة تنامى الرزق وتبارك.
والاستاذ الذكير اراد النصح، الا انه جانب الصواب، بل وأبعد كثيراً، فالمنتظر منه ومن امثاله من الكتاب الناصحين ان يعالجوا الفروع ولكن من غير اجتثاث الاصول، فالواجب ان يعالجوا كيفية مواجهة التفجر السكاني من منظور شرعي منطلقين فيه من الاصول والثوابت في ديننا، لا القضاء عليه.
وايضاً ينبغي للمسلم ان يحتضن مبدأ الاعتزاز والاعتداد بالايمان والعقيدة، وان ينأى عن الاستحذاء للغير، ومتابعته في غثه وسمينه، فما يجوز لغيرنا من الامم ربما لا يجوز لنا ولا يحل