في الواقع إذا أردنا الحديث عن الداعية المثالي، لا يمكننا أن نتحدث عن صفات الداعية الوهبية، لأنها محض هبة الله تعالى، يهبها من يشاء من عباده، وإنما الحديث ينبغي أن يكون باستكشاف صفات الداعية الكسبية التي هي محل الاقتداء!! فالداعية المثالي هو العالم البصير بما يدعو إليه، وفي حال المدعوين، وفي طريقة دعوتهم، وهو الحريص على تحصيل العلم والأخذ بأطرافه كلها، وتحقيق مسائله، وتنقيح أحكامه ما استطاع إلى ذلك سبيلا، والداعية المثالي هو الذي ينوِّع خطابه حسب مقتضيات الحال والزمان والمكان، منطلقاً من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في تعامله مع الناس: صغيرهم وكبيرهم، مؤمنهم وكافرهم، شريفهم ووضيعهم .. إلخ، فهؤلاء قد يجمعهم في نوع واحد من الخطاب، وقد يخص كل واحد منهم بلون معيّن من الخطاب مما يناسبه، قال تعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ) فهذه الآية تشير إلى أنّ المدعوين أصناف ثلاثة، ينبغي للداعية الناجح أن يتعامل معهم حسب التوجيه القرآني، ويجعل من طريقة النبي صلى الله عليه وسلم مسلكاً له في التعامل، وقد يجمع الداعية الموفق في الخطاب الواحد ما يناسب الجميع فيعطي كلاً حقه!! فإذا امتلك الداعية إلى الله هذا الأسلوب تجاه المدعوين، فهذا يعني بالضرورة أنّه قادر على التكيف والانسجام، والتعامل بوضوح مع الحقائق، ولديه الاستطاعة على ترتيب الأولويات، في مخاطبة الجمهور والأفراد.
دراسة البيئة
والداعية المثالي هو الذي يعتني بدراسة البيئة المحيطة بالمدعوين، ويحاول ترتيب الأولويات، والبدء بالأهم فالأهم، ومعرفة عادات الناس، وطريقتهم في التفكير، فهذه الاهتمامات وغيرها لا يوفق إليها إلاّ النابه من الدعاة، وهو الداعية الذي يلتمّس النجاح لدعوته عن طريق استيعاب هذه الأشياء، ثم ترجمتها من خلال تعامله مع هذه الأجناس المختلفة.
كما أنّ الداعية المثالي هو الذي له اعتناء كبير بإصلاح نفسه قبل الآخرين، لعلمه أنّه مخاطب بالأمر والنهي، جاعلاً من قوله تعالى: (.. لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)قاعدة في مسيرة دعوته، فهو من أحرص الناس على امتثال ما يدعو إليه ظاهراً وباطناً، فيعتني بإصلاح مظهره ومخبره، وأن يلمس الناس منه أنّ اهتماماته سماوية، لا طينية، أرضية، قال أبو عمر النحاس وقد ذكر الإمام أحمد بن حنبل يوماً: (في الدين وما كان أبصره!! وعن الدنيا ما كان أصبره!! وفي الزهد ما كان أخيَره!! وبالصالحين ما كان ألحقه!! وبالماضين ما كان أشبهه!! عرضت عليه الدنيا فأباها، والبدع فنفاها!).
ويضيف بأنّ الداعية المثالي هو الذي له عناية خاصة بمقاصد الشريعة، ومعرفة كلياتها العامة، لأن هذا اللون من الفقه يساهم بقدر كبير - بعد توفيق الله تعالى - إلى أن يكون الداعية محل ثقة الجميع، وذلك حينما يؤطر دعوته بفقه المصالح والمفاسد من خلال تقديم خير الخيرين، وارتكاب أدنى المفسدتين حال التزاحم، وهذا يكون في القضايا الفردية والجماعية
دراسة البيئة
والداعية المثالي هو الذي يعتني بدراسة البيئة المحيطة بالمدعوين، ويحاول ترتيب الأولويات، والبدء بالأهم فالأهم، ومعرفة عادات الناس، وطريقتهم في التفكير، فهذه الاهتمامات وغيرها لا يوفق إليها إلاّ النابه من الدعاة، وهو الداعية الذي يلتمّس النجاح لدعوته عن طريق استيعاب هذه الأشياء، ثم ترجمتها من خلال تعامله مع هذه الأجناس المختلفة.
كما أنّ الداعية المثالي هو الذي له اعتناء كبير بإصلاح نفسه قبل الآخرين، لعلمه أنّه مخاطب بالأمر والنهي، جاعلاً من قوله تعالى: (.. لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ)قاعدة في مسيرة دعوته، فهو من أحرص الناس على امتثال ما يدعو إليه ظاهراً وباطناً، فيعتني بإصلاح مظهره ومخبره، وأن يلمس الناس منه أنّ اهتماماته سماوية، لا طينية، أرضية، قال أبو عمر النحاس وقد ذكر الإمام أحمد بن حنبل يوماً: (في الدين وما كان أبصره!! وعن الدنيا ما كان أصبره!! وفي الزهد ما كان أخيَره!! وبالصالحين ما كان ألحقه!! وبالماضين ما كان أشبهه!! عرضت عليه الدنيا فأباها، والبدع فنفاها!).
ويضيف بأنّ الداعية المثالي هو الذي له عناية خاصة بمقاصد الشريعة، ومعرفة كلياتها العامة، لأن هذا اللون من الفقه يساهم بقدر كبير - بعد توفيق الله تعالى - إلى أن يكون الداعية محل ثقة الجميع، وذلك حينما يؤطر دعوته بفقه المصالح والمفاسد من خلال تقديم خير الخيرين، وارتكاب أدنى المفسدتين حال التزاحم، وهذا يكون في القضايا الفردية والجماعية