ما قام به [ الخوارج ] من تفجير بجوار مسجد النبي صلى الله عليه وسلم في آخر ليلة من ليالي رمضان والناس يتهيؤون للإفطار ما هو إلا حلقة من سلسلة أعمالهم الإجرامية والمتناهية في الفظاعة والقبح والخسة فأدبيات هذا المنهج الخبيث لا تعرف دماءً معصومة ولا أماكن مقدسة ولا ينظرون إلى زمان أو مكان وإنما هم ساعون في الأرض فسادًا وتدميرًا وهدمًا لكل ما هو قائم وحرقًا لكل شيء جميل ولذلك استحقوا العقوبة من صاحب القلب الرحيم صلى الله عليه وسلم حينما قال: ] لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ عَادٍ [ وقال: ] فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ] وقال: ]قِتَالُهُمْ حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ] وذلك لعلم النبي صلى الله عليه وسلم بطبيعة نفسياتهم المريضة وعقلياتهم الملوثة وقد صدق النبي صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق حينما ذكر من اوصافهم بقوله:] يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الْأَوْثَانِ ] ولا يعرف خدمة يقدمها بشر لأعداء الإسلام مثل خدمات الخوارج الذين يفتون في عضد أهل الإسلام ويضعفون وحدتهم ويوهنون قوتهم، بمثل هذه الأعمال الإجرامية، والسوابق التاريخية ناطقة بذلك، وما يحصل الآن أعظم برهان. فالخوارج منذ نشأتهم لا للإسلام نصروا ولا لأعداء الإسلام كسروا بل هم مجرد مطايا لأعداء الدين، وأداة للإفساد والتدمير. والمتابع والمراقب يلحظ منذ عقود أن التهديدات التي تستهدف مملكتنا الغالية من قبل أعدائنا تترجم إلى واقع بعدها مباشرة وذلك بقيام الخوارج وجماعات الغلو والتطرف المارقة بتنفيذ هذه التهديدات على أرض الواقع تفجيرًا وتدميرًا مما يؤكد أنهم أداة العدو الفعلية، وذراعها المفسد والمدمر، ولا بد أن نعلم حقيقة أن الخوارج لن تقوم لهم قائمة فكلما خرج قرن كسر ولله الحمد، والواجب علينا جميعًا أن تزيد هذه الحوادث من تمسكنا وقوتنا وأن يرتفع الحس الأمني والوطني في نفس كل فرد من أفراد أمتنا وأن يعلم الجميع أن مواجهة الخوارج فكريًا وأمنيًا ودفع شرهم من أعظم الجهاد في سبيل الله حفظ الله وطننا وولاة أمرنا وشعبنا وكبت الله الخوارج.