اﻟﺪﺭﻭﺱ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ

الدرس السابع - صلاة العيدين+ صلاة الكسوف

صَلَاةُ اَلْعِيدَيْنِ وَصَلَاةُ اَلْعِيدَيْنِ فَرْضُ كِفَايَةٍ, وَوَقْتُهَا كَصَلَاةِ اَلضُّحَى وَآخِرُهُ اَلزَّوَالُ. فَإِنْ لَمْ يُعْلَمْ بِالْعِيدِ إِلَّا بَعْدَهُ صَلَّوْا مِنْ اَلْغَدِ قَضَاءً وَشُرِطَ لِوُجُوبِهَا شُرُوطُ جُمُعَةٍ, وَلِصِحَّتِهَا اِسْتِيطَانٌ, وَعَدَدُ اَلْجُمُعَةِ, لَكِنْ يُسَنُّ لِمَنْ فَاتَتْهُ أَوْ بِبَعْضِهَا أَنْ يَقْضِيَهَا, وَعَلَى صِفَتِهَا أَفْضَلُ. وَتُسَنُّ فِي صَحْرَاءَ, وَتَأْخِيرُ صَلَاةِ فِطْرٍ, وَأَكْلٌ قَبْلَهَا, وَتَقْدِيمُ أَضْحَى, وَتَرْكُ أَكْلٍ قَبْلَهَا لِمُضَحّ ٍوَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ اَلْخُطْبَةِ, يُكَبِّرُ فِي اَلْأُولَى بَعْدَ اَلِاسْتِفْتَاحِ, وَقَبْلَ اَلتَّعَوُّذِ وَالْقِرَاءَةِ سِتًّا, وَفِي اَلثَّانِيَةِ قَبْلَ اَلْقِرَاءَةِ خَمْسًا, رَافِعًا يَدَهُ مَعَ كُلِّ تَكْبِيرَةٍ, وَيَقُولُ بَيْنَ كُلِّ تَكْبِيرَتَيْنِ: "اَللَّهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا, وَالْحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا, وَسُبْحَانَ اَللَّهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً, وَصَلَّى اَللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا " أَوْ غَيْرَهُ, ثُمَّ يَقْرَأُ بَعْدَ اَلْفَاتِحَةِ فِي اَلْأُولَى "سَبَّحَ" وَالثَّانِيَةِ "اَلْغَاشِيَةَ", ثُمَّ يَخْطُبُ كَخُطْبَتَيْ اَلْجُمُعَةِ لَكِنْ يَسْتَفْتِحُ فِي اَلْأُولَى بِتِسْعِ تَكْبِيرَاتٍ وَالثَّانِيَةُ بِسَبْعٍ, وَيُبَيِّنُ لَهُمْ فِي اَلْفِطْرِ مَا يُخْرِجُونَ وَفِي اَلْأَضْحَى مَا يُضَحُّونَ . وَسُنَّ اَلتَّكْبِيرُ اَلْمُطْلَقُ لَيْلَتَيْ اَلْعِيدِ, وَالْفِطْرُ آكَدُ, وَمِنْ أَوَّلِ ذِي اَلْحِجَّةِ إِلَى فَرَاغِ اَلْخُطْبَةِ, وَالْمُقَيَّدُ عَقِبَ كُلِّ فَرِيضَةٍ فِي جَمَاعَةٍ مِنْ فَجْرِ عَرَفَةَ لِمُحِلٍّ وَلِمُحْرِمٍ مِنْ ظُهْرِ يَوْمِ اَلنَّحْرِ إِلَى عَصْرِ آخِرِ أَيَّامِ اَلتَّشْرِيقِ. صَلَاةِ اَلْكُسُوفِ وَتُسَنُّ صَلَاةُ كُسُوفٍ رَكْعَتَيْنِ, كُلُّ رَكْعَةٍ بِقِيَامَيْنِ وَرُكُوعَيْنِ, وَتَطْوِيلُ سُورَةٍ وَتَسْبِيحٍ, وَكَوْنُ أَوَّلِ كُلٍّ أَطْوَلَ, وَاسْتِسْقَاءٍ إِذَا أَجْدَبَتِ اَلْأَرْضُ وَقُحِطَ اَلْمَطَرُ وَصِفَتُهَا وَأَحْكَامُهَا كَعِيدٍ, وَهِيَ وَاَلَّتِي قَبْلَهَا جَمَاعَةً أَفْضَلُ . وَإِذَا أَرَادَ اَلْإِمَامُ اَلْخُرُوجَ لَهَا وَعَظَ اَلنَّاسَ, وَأَمَرَهُمْ بِالتَّوْبَةِ, وَالْخُرُوجِ مِنْ اَلْمَظَالِمِ, وَتَرْكِ اَلتَّشَاحُن ِوَالصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ, وَيَعِدُهُمْ يَوْمًا يَخْرُجُونَ فِيهِ, وَيَخْرُجُ مُتَوَاضِعًا مُتَخَشِّعًا مُتَذَلِّلًا مُتَضَرِّعًا مُتَنَظِّفًا لَا مُطَيَّبًا, وَمَعَهُ أَهْلُ اَلدِّينِ وَالصَّلَاحِ وَالشُّيُوخُ, وَمُمَيَّزُ اَلصِّبْيَانِ, فَيُصَلِّي ثُمَّ يَخْطُبُ وَاحِدَةً يَفْتَتِحُهَا بِالتَّكْبِيرِ كَخُطْبَةِ عِيدٍ, وَيُكْثِرُ فِيهَا اَلِاسْتِغْفَارَ, وَقِرَاءَةِ اَلْآيَاتِ اَلَّتِي فِيهَا اَلْأَمْرُ بِهِ, وَيَرْفَعُ يَدَيْهِ وَظُهُورُهُمَا نَحْوَ اَلسَّمَاءِ فَيَدْعُو بِدُعَاءِ اَلنَّبِيِّ  وَمِنْهُ : "اَللَّهُمَّ اِسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا" إِلَى آخِرِه ِ. وَإِنْ كَثُرَ اَلْمَطَرُ حَتَّى خِيفَ سُنَّ قَوْلُ: "اَللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلَا عَلَيْنَا, اَللَّهُمَّ عَلَى اَلظِّرَابِ وَالْآكَامِ وَبُطُونِ اَلْأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ اَلشَّجَرِ" { رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ } اَلْبَقَرَةِ: 286 اَلْآيَةَ. كِتَــابُ اَلْجَنَائِــــزِ تَرْكُ اَلدَّوَاءِ أَفْضَل ُ وسُنُّ اِسْتِعْدَادٌ لِلْمَوْتِ, وَإِكْثَارٌ مِنْ ذِكْرِهِ, وَعِيَادَةُ مُسْلِمٍ غَيْرِ مُبْتَدِع ٍ وَتَذْكِيرُهُ اَلتَّوْبَةَ وَالْوَصِيَّةَ, فَإِذَا نَزَلَ بِهِ سُنَّ تَعَاهُدُ بَلّ ِ حَلْقِهِ بِمَاءٍ أَوْ شَرَابٍ, وَتَنْدِيَةُ شَفَتَيْهِ, وَتَلْقِينُهُ : "لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ" مَرَّةً, وَلَا يُزَادُ عَنْ ثَلَاثٍ إِلَّا أَنْ يَتَكَلَّمَ فَيُعَادَ بِرِفْقٍ, وَقِرَاءَةُ اَلْفَاتِحَةِ وَيَاسِينٍ عِنْدَه ُ . وَتَوْجِيهُهُ إِلَى اَلْقِبْلَةِ, وَإِذَا مَاتَ تَغْمِيضُ عَيْنَيْهِ وَشَدُّ لَحْيَيْهِ, وَتَلْيِينُ مَفَاصِلِهِ وَخَلْعُ ثِيَابِهِ, وَسَتْرُهُ بِثَوْبٍ وَوَضْعُ حَدِيدَةٍ أَوْ نَحْوِهَا عَلَى بَطْنِهِ, وَجَعْلُهُ عَلَى سَرِيرِ غَسْلِهِ مُتَوَجِّهًا مُنْحَدِرًا نَحْوَ رِجْلَيْهِ, وَإِسْرَاعُ تَجْهِيزِهِ, وَيَجِب ُ فِي نَحْوِ تَفْرِيقِ وَصِيَّتِهِ وَقَضَاءِ دَيْنِهِ. غُسْلُ اَلْمَيِّتِ وَإِذَا أَخَذَ فِي غُسْلِهِ سَتَرَ عَوْرَتَهُ, وَسُنَّ سَتْرُ كُلِّهِ عَنْ اَلْعُيُونِ, وَكُرِهَ حُضُورُ غَيْرِ مُعِين ٍ ثُمَّ نَوَى وَسَمَّى, وَهُمَا كَفِي غُسْلِ حَيّ ٍ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَ غَيْرِ حَامِلٍ إِلَى قُرْبِ جُلُوسٍ, وَيَعْصِرُ بَطْنَهُ بِرِفْقٍ, وَيُكْثِرُ اَلْمَاءَ حِينَئِذٍ ثُمَّ يَلُفُّ عَلَى يَدِهِ خِرْقَةً فَيُنَجِّيهِ بِهَا, وَحَرُمَ مَسُّ عَوْرَةِ مَنْ لَهُ سَبْعٌ. ثُمَّ يُدْخِلُ إِصْبَعَيْه ِوَعَلَيْهَا خِرْقَةٌ مَبْلُولَةٌ فِي فَمِهِ, فَيَمْسَحُ أَسْنَانَهُ, وَفِي مَنْخِرَيْهِ فَيُنَظِّفُهُمَا بِلَا إِدْخَالِ مَاءٍ, ثُمَّ يُوَضِّئُهُ وَيَغْسِلُ رَأْسَهُ وَلِحْيَتَهُ بِرَغْوَةِ اَلسِّدْر ِ ( ) وَبَدَنَهُ بِثُفْلِهِ, ثُمَّ يُفِيضُ عَلَيْهِ اَلْمَاءَ, وَسُنَّ تَثْلِيثٌ وَتَيَامُنٌ وَإِمْرَارُ يَدِهِ كُلَّ مَرَّةٍ, وَمَاءٌ حَارٌّ وَخِلَال ٌ ( ) وَأُشْنَانٌ بِلَا حَاجَةٍ, وَتَسْرِيحُ شَعْرِهِ. وَسُنَّ كَافُورٌ وَسِدْرٌ فِي اَلْأَخِيرَةِ, وَخِضَابُ شَعْرٍ, وَقَصُّ شَارِبٍ, وَتَقْلِيمُ أَظْفَارٍ إِنْ طَالَا, وَتَنْشِيفٌ, وَيُجَنَّبُ مُحْرِمٌ مَاتَ مَا يُجَنَّبُ فِي حَيَاتِه ِ وَسِقْط ٌ لِأَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ كَمَوْلُودٍ حَيًّا, وَإِذَا تَعَذَّرَ غُسْلُ مَيِّتٍ يُمِّمَ, وَسُنَّ تَكْفِينُ رَجُلٍ فِي ثَلَاثِ لَفَائِفَ بِيضٍ بَعْدَ تَبْخِيرِهَا, وَيُجْعَلُ اَلْحَنُوط ُ فِيمَا بَيْنَهَا, وَمِنْهُ بِقُطْنٍ بَيْنَ أَلْيَيْهِ, وَالْبَاقِي عَلَى مَنَافِذِ وَجْهِهِ وَمَوَاضِعِ سُجُودِهِ, ثُمَّ يَرُدَّ طَرَفَ اَلْعُلْيَا مِنْ اَلْجَانِبِ اَلْأَيْسَرِ عَلَى شِقِّهِ اَلْأَيْمَنِ, ثُمَّ اَلْأَيْمَنَ عَلَى اَلْأَيْسَرِ, ثُمَّ اَلثَّانِيَةَ وَالثَّالِثَةَ كَذَلِكَ, وَيَجْعَلُ أَكْثَرَ اَلْفَاضِلِ عِنْدَ رَأْسِهِ. وَسُنَّ لِاِمْرَأَةٍ خَمْسَةُ أَثْوَابٍ: إِزَارٌ وَخِمَارٌ وَقَمِيصٌ وَلِفَافَتَانِ, وَصَغِيرَةٍ قَمِيصٌ وَلِفَافَتَانِ, وَالْوَاجِبُ ثَوْبٌ يَسْتُرُ جَمِيعَ اَلْمَيِّتِ.

2019-09-27 1428