بَاب صِفَةِ اَلصَّلَاةِ يُسَنُّ خُرُوجُهُ إِلَيْهَا مُتَطَهِّرًا بِسَكِينَة ٍوَوَقَارٍ مَعَ قَوْلِ مَا وَرَدَ, وَقِيَامُ إِمَامٍ, فَغَيْرُ مُقِيمٍ إِلَيْهَا عِنْدَ قَوْلِ مُقِيمٍ :"قَدْ قَامَتْ اَلصَّلَاةُ", فَيَقُولُ :"اَللَّهُ أَكْبَرُ" وَهُوَ قَائِمٌ فِي فَرْضٍ رَافِعًا يَدَيْهِ إِلَى حَذْوِ مَنْكِبَيْه ِثُمَّ يَقْبِضُ بِيُمْنَاهُ كُوعَ يُسْرَاهُ وَيَجْعَلُهُمَا تَحْتَ سُرَّتِهِ, وَيَنْظُرُ مَسْجِدَهُ فِي كُلِّ صَلَاتِهِ ثُمَّ يَقُولُ : "سُبْحَانَكَ اَللَّهُمّ َ وَبِحَمْدِكَ, وَتَبَارَكَ اِسْمُكَ وَتَعَالَى جَدُّكَ, وَلَا إِلَهَ غَيْرُكَ", ثُمَّ يَسْتَعِيذ ُ ثُمَّ يُبَسْمِلُ (سِرًّا ) , ثُمَّ يَقْرَأُ اَلْفَاتِحَةَ مُرَتَّبَةً مُتَوَالِيَةً, وَفِيهَا إِحْدَى عَشْرَةَ تشديدةً, وَإِذَا فَرَغَ قَالَ : "آمِينَ " يَجْهَرُ بِهَا إِمَامٌ وَمَأْمُومٌ مَعًا فِي جَهْرِيَّةٍ وَغَيْرُهُمَا فِيمَا يُجْهَرُ فِيهِ. وَيُسَنُّ جَهْرُ إِمَامٍ بِقِرَاءَةِ صُبْحٍ وَجُمُعَةٍ وَعِيدٍ وَكُسُوفٍ وَاسْتِسْقَاءٍ, وَأُولَيَيْ مَغْرِبٍ وَعِشَاءٍ, وَيُكْرَهُ لِمَأْمُومٍ, وَيُخَيَّرُ مُنْفَرِدٌ وَنَحْوُهُ ثُمَّ يَقْرَأُ بَعْدَهَا سُورَةً فِي اَلصُّبْحِ مِنْ طِوَالِ اَلْمُفَصَّل ِوَالْمَغْرِبِ مِنْ قِصَارِهِ, وَالْبَاقِي مِنْ أَوْسَاطِهِ. ثُمَّ يَرْكَعُ مُكَبِّرًا رَافِعًا يَدَيْهِ, ثُمَّ يَضَعُهُمَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ مُفَرَّجَتَيْ اَلْأَصَابِعِ وَيُسَوِّي ظَهْرَهُ, وَيَقُولُ : "سُبْحَانَ رَبِّي اَلْعَظِيمِ" ثَلَاثًا, وَهُوَ أَدْنَى اَلْكَمَالِ ثُمَّ يَرْفَعُ رَأْسَهُ وَيَدَيْهِ مَعَه ُ قَائِلاً : "سَمِعَ اَللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ" وَبَعْدَ اِنْتِصَابِهِ: "رَبَّنَا وَلَكَ اَلْحَمْدُ مِلْءَ اَلسَّمَاءِ وَمِلْءَ اَلْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ " وَمَأْمُومٌ : "رَبَّنَا وَلَكَ اَلْحَمْدُ" فَقَطْ ثُمَّ يُكَبِّرُ وَيَسْجُدُ عَلَى اَلْأَعْضَاءِ اَلسَّبْعَةِ, فَيَضَعُ رُكْبَتَيْهِ ثُمَّ يَدَيْهِ ثُمَّ جَبْهَتَهُ وَأَنْفَهُ. وَسُنَّ كَوْنُهُ عَلَى أَطْرَافِ أَصَابِعِه ِوَمُجَافَاةُ عَضُدَيْه ِعَنْ جَنْبَيْهِ, وَبَطْنُهُ عَنْ فَخِذَيْهِ, وَتَفْرِقَةُ رُكْبَتَيْهِ وَيَقُولُ: "سُبْحَانَ رَبِّي اَلْأَعْلَى" ثَلَاثًا, وَهِيَ أَدْنَى (اَلْكَمَالِ ) . ثُمَّ يَرْفَعُ مُكَبِّرًا وَيَجْلِسُ مُفْتَرِشًا وَيَقُولُ : "رَبِّ اِغْفِرْ لِي" ثَلَاثًا, وَهُوَ أَكْمَلُهُ, وَيَسْجُدُ اَلثَّانِيَةَ كَذَلِكَ, ثُمَّ يَنْهَضُ مُعْتَمِدًا عَلَى رُكْبَتَيْهِ بِيَدَيْهِ, فَإِنْ شَقَّ فَبِالْأَرْضِ, فَيَأْتِي بِمِثْلِهَا غَيْرَ اَلنِّيَّةِ والتحريمةِ وَالِاسْتِفْتَاحِ وَالتَّعَوُّذِ, إِنْ كَانَ تَعَوَّذ َ ثُمَّ يَجْلِسُ مُفْتَرِشًا. وَسُنَّ وَضْعُ يَدَيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ وَقَبْضُ اَلْخِنْصَرِ وَالْبِنْصَرِ مِنْ يُمْنَاهُ, وَتَحْلِيقُ إِبْهَامِهِمَا مَعَ اَلْوُسْطَى, وَإِشَارَتُهُ بِسَبَّابَتِهَا فِي تَشَهُّدٍ وَدُعَاءٍ عِنْدَ ذِكْرِ اَللَّهِ مُطْلَقًا وَبَسْطُ اَلْيُسْرَى, ثُمَّ يَتَشَهَّدُ فَيَقُولُ: "اَلتَّحِيَّات ُلِلَّهِ, وَالصَّلَوَاتُ اَلطَّيِّبَاتُ, اَلسَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا اَلنَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اَللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ, اَلسَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اَللَّهِ اَلصَّالِحِينَ, أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " . ثُمَّ يَنْهَضُ فِي مَغْرِبٍ وَرُبَاعِيَّة ٍمُكَبِّرًا وَيُصَلِّي اَلْبَاقِي كَذَلِكَ سِرًّا مُقْتَصِرًا عَلَى اَلْفَاتِحَةِ, ثُمَّ يَجْلِسُ مُتَوَرِّكًا فَيَأْتِي بِالتَّشَهُّدِ اَلْأَوَّلِ, ثُمَّ يَقُولُ: "اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ, وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ", وَسُنَّ أَنْ يَتَعَوَّذَ فَيَقُولَ: "أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ, وَمِنْ عَذَابِ اَلْقَبْرِ, وَمِنْ فِتْنَةِ اَلْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَمِنْ فِتْنَةِ اَلْمَسِيحِ اَلدَّجَّالِ, اَللَّهُمَّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ اَلْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ " وَتَبْطُلُ بِدُعَاءٍ بِأَمْرِ اَلدُّنْيَا ثُمَّ يَقُولُ عَنْ يَمِينِهِ ثُمَّ عِنْ يَسَارِهِ: "اَلسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اَللَّهِ ", مُرَتَّبًا مُعَرَّفًا وُجُوبًا. وَاِمْرَأَةٌ كَرَجُلٍ, لَكِنْ تَجْمَعُ نَفْسَهَا, وَتُجْلِسُ مُتَرَبِّعَةً, أَوْ مُسْدِلَةً رِجْلَيْهَا عَنْ يَمِينِهَا وَهُوَ أَفْضَلُ. وَكُرِهَ فِيهَا اِلْتِفَاتٌ وَنَحْوُهُ بِلَا حَاجَةٍ وَ إِقْعَاءٌ وَافْتِرَاشُ ذِرَاعَيْهِ سَاجِدًا, وَعَبَثٌ وَتَخَصُّرٌ وَفَرْقَعَةُ أَصَابِعَ وَتَشْبِيكُهَا, وَكَوْنُهُ حَاقِنًا وَنَحْوَهُ, وَتَائِقًا لِطَعَامٍ وَنَحْوِه ِ. وَإِذَا نَابَه ُ شَيْءٌ سَبَّحَ رَجُلٌ, وَصَفَّقَتْ اِمْرَأَةٌ بِبَطْنِ كَفِّهَا عَلَى ظَهْرِ اَلْأُخْرَى, وَيُزِيلُ بُصَاقًا وَنَحْوَهُ بِثَوْبِهِ, وَيُبَاحُ فِي غَيْرِ مَسْجِدٍ عَنْ يَسَارِهِ, وَيُكْرَهُ أَمَامَهُ وَيَمِينَهُ .