اﻟﺪﺭﻭﺱ اﻟﻌﻠﻤﻴﺔ

الدرس الرابع - باب دخول مكة + فصل في صفة الحج والعمرة

بَاب دُخُولُ مَكَّةَ يَسُنُّ نَهَارًا مِنْ أَعْلَاهَا, وَالْمَسْجِدُ مِنْ بَابِ أَبِي شَيْبَةَ, فَإِذَا رَأَى اَلْبَيْتَ رَفَعَ يَدَهُ وَقَالَ مَا وَرَدَ, ثُمَّ طَافَ مُضْطَبِعًا لِلْعُمْرَةِ اَلْمُعْتَمِرُ, وَلِلْقُدُومِ غَيْرُهُ, وَيَسْتَلِمُ اَلْحَجَرِ اَلْأَسْوَدِ وَيُقَبِّلُهُ, فَإِنْ شَقَّ أَشَارَ إِلَيْهِ, وَيَقُولُ مَا وَرَدَ, وَيَرْمُلُ اَلْأُفُقِيّ فِي هَذَا اَلطَّوَافِ, فَإِذَا فَرَغَ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَلْفَ اَلْمَقَامِ ثُمَّ يَسْتَلِمُ اَلْحَجَرَ اَلْأَسْوَدَ وَيَخْرُجُ إِلَى اَلصَّفَا مِنْ بَابِهِ فَيَرْقَاهُ حَتَّى يَرَى اَلْبَيْتَ, فَيُكَبِّرُ ثَلَاثًا وَيَقُولُ مَا وَرَدَ, ثُمَّ يَنْزِلُ مَاشِيًا إِلَى اَلْعَلَمِ اَلْأَوَّلِ فَيَسْعَى شَدِيدًا إِلَى اَلْآخَرِ, ثُمَّ يَمْشِي وَيَرْقَى إِلَى اَلْمَرْوَةِ, وَيَقُولُ مَا قَالَهُ عَلَى اَلصَّفَا, ثُمَّ يَنْزِلُ فَيَمْشِي فِي مَوْضِعِ مَشْيِهِ وَيَسْعَى فِي مَوْضِعِ سَعْيِهِ إِلَى اَلصَّفَا, يَفْعَلُهُ سَبْعًا, وَيَحْسِبُ ذَهَابَهُ وَرُجُوعَهُ . وَيَتَحَلَّلُ مُتَمَتِّعٌ لَا هَدْيَ مَعَهُ بِتَقْصِيرِ شِعْرِهِ, وَمَنْ مَعَهُ هَدْيٌ إِذَا حَجّ َ. وَالْمُتَمَتِّعِ يَقْطَعُ اَلتَّلْبِيَةَ إِذَا أَخَذَ فِي اَلطَّوَافِ. صِفَةُ اَلْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ يُسَنُّ لِمُحِلٍّ بِمَكَّةَ اَلْإِحْرَامُ بِالْحَجِّ يَوْمَ اَلتَّرْوِيَةِ وَالْمَبِيتُ بِمِنًى, فَإِذَا طَلَعْتِ اَلشَّمْسُ سَارَ إِلَى عَرَفَةَ, وَكُلُّهَا مَوْقِفٌ إِلَّا بَطْنَ عُرَنَة وَجَمَعَ فِيهَا بَيْنَ اَلظُّهْرِ وَالْعَصْرِ تَقْدِيمًا, وَأَكْثَرَ اَلدُّعَاءَ مِمَّا وَرَدَ. وَوَقْتُ اَلْوُقُوفِ: مِنْ فَجْرِ عَرَفَةَ إِلَى فَجْرِ اَلنَّحْرِ, ثُمَّ يَدْفَعُ بَعْدَ اَلْغُرُوبِ إِلَى اَلْمُزْدَلِفَةَ بِسَكِينَةٍ وَيَجْمَعُ فِيهَا بَيْنَ العِشَاءَيْنِ تَأْخِيرًا وَيَبِيتُ بِهَا, فَإِذَا صَلَّى اَلصُّبْحَ أَتَى اَلْمَشْعَرَ اَلْحَرَامَ, فَرَقَاهُ وَوَقَفَ عِنْدَهُ, وَحَمِدَ اَللَّهَ وَكَبَّرَ وَقَرَأَ : { فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ} اَلْبَقَرَةِ : 198 اَلْآيَتَيْنِ. وَيَدْعُو حَتَّى يُسْفِرَ, ثُمَّ يَدْفَعُ إِلَى مِنَى, فَإِذَا بَلَغَ مُحَسِّرًا أَسْرَعَ رَمْيَةَ حَجَرٍ, وَأَخَذَ حَصَى اَلْجِمَارَ سَبْعِينَ أَكْبَرَ مِنْ اَلْحِمِّصِ وَدُونَ اَلْبُنْدُقِ, فَيَرْمِي جَمْرَةَ اَلْعَقَبَةِ (وَحْدَهَا ) بِسَبْعِ, يَرْفَعُ يُمْنَاهُ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبِطِهِ, وَيُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ, ثُمَّ يَنْحَرُ, وَيَحْلِقُ, أَوْ يُقَصِّرُ مِنْ جَمِيعِ شَعْرِهِ, وَالْمَرْأَةُ قَدْرَ أُنْمُلَةٍ ثُمَّ قَدْ حَلَّ لَهُ كُلُّ شَيْءٍ إِلَّا اَلنِّسَاءَ ثُمَّ يُفِيضُ إِلَى مَكَّةَ وَسُنَّ أَنْ يَشْرَبَ مِنْ زَمْزَمَ لِمَا أَحَبَّ, وَيَتَضَلَّعَ مِنْهُ, وَيَدْعُوَ بِمَا وَرَدَ, ثُمَّ يَرْجِعَ فَيَبِيتُ بِمِنًى ثَلَاثَ لَيَالٍ, وَيَرْمِي اَلْجِمَارَ فِي كُلِّ يَوْمٌ مِنْ أَيَّامٍ اَلتَّشْرِيقِ بَعْدَ اَلزَّوَالِ وَقَبْلَ اَلصَّلَاةِ, وَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ, إِنْ لَمْ يَخْرُجْ قَبْلَ اَلْغُرُوبِ لَزِمَهُ اَلْمَبِيتُ وَالرَّمْيُ مِنْ اَلْغَدِ. وَطَوَافُ اَلْوَدَاعِ وَاجِبٌ يَفْعَلُهُ, ثُمَّ يَقِفُ فِي اَلْمُلْتَزمِ دَاعِيًا بِمَا وَرَدَ, وَتَدْعُو اَلْحَائِضُ وَالنُّفَسَاءُ عَلَى بَابِ اَلْمَسْجِدِ. وَسُنَّ زِيَارَةُ قَبْرِ اَلنَّبِيِّ  وَقَبْرَيْ صَاحِبَيْهِ . وَصِفَةُ اَلْعُمْرَةِ: أَنْ يُحْرِمَ بِهَا مَنْ بِالْحَرَمِ مِنْ أَدْنَى اَلْحِلِّ, وَغَيْرُهُ مِنْ دُوَيْرَةِ أَهْلِهِ, إِنْ كَانَ دُونَ اَلْمِيقَاتِ, وَإِلَّا فَمِنْهُ, ثُمَّ يَطُوفُ وَيَسْعَى وَيُقَصِّرُ.

2019-09-27 1192