-:الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
فإن الحديث عن الصحابة رضي الله عنهم ، وبيان مناقبهم وفضائلهم وخصائصهم وفضلهم على الأمة ـ في هذه الفترة على وجه الخصوص ـ في مرتبة الضرورة ، عبر جميع المنابر الشرعية والإعلامية ، وذلك لسببين اثنين :
أولاً / أن الحديث عنهم عبادة وقربة ، وذلك لأن الله تعالى ارتضاهم لصحبة خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم ، ومات عنهم الرسول صلى الله عنه وهو عنهم راضٍ ، وهم الذين نقلوا الكتاب والسنة ، وعن طريقهم يفهم المسلمون نصوص الكتاب والسنة ، ولأنهم أدرى بمراد الرسول صلى الله عليه وسلم 00الخ .
ثانياً / لا يخفى قوة تأثير القنوات الفضائية على عقول وعقائد المشاهدين في وقتنا الحاضر ، وإن شرائح كبيرة من المسلمين أصبحت تتلقى تضليلاً خطيراً من بعض القنوات الفضائية التي تتعرض للصحابة بالثلب ، وتجلب من الكذب والإفتراء عليهم ما يستحي من حكايته إبليس ، وتزرع الشك ، وتكدر الصفو ، في مقابل طرح ودفاع ضعيف من بعض أهل السنة لا يرتقى ـ في واقع الأمر ـ إلى مستوى ما يمارس من التضليل الخطير .
فأنا أدعو جميع النخب الشرعية والإعلامية والعلمية والتربوية ووسائل الإعلام إلى إعطاء الحديث عن الصحابة مساحة كبيرة من جهودهم وبرامجهم ، وذلك لأن ترك الحديث عنهم سيورث الأمة بعد حين أوراماً خطيرة ، حينما تتشبع العامة ـ والتي لا تفرق بين الرغوة والصريح ـ بشيء من هذا الباطل ، فقد ينطلي عليها شيء من تلك الفِرى والشبه فيصعب انتزاعها ، ولا بد أن يكون الحديث عن الصحابة بقسميه ، العام : عن فضيلتهم وسابقتهم في الإسلام وحقوقهم ومحبتهم ، واعتقاد أهل السنة فيهم ، والخاص : وذلك بذكر فضائل كل واحد منهم ممن ورد ذكر فضائله في دواوين السنة ، خاصة الخلفاء الأربعة ومعاوية ، وعمرو بن العاص 00 وغيرهم ممن استهدفهم الضالون بالثلب ، ولا يخلو كتاب من كتب السنة من ذكر فضائل الصحابة بأسمائهم .
أولئك أصحاب النبي وحزبُه ولولاهم ما كان في الأرض مسلم
ولولاهم كادت تـميد بأهلها ولـكن رواسيها وأوتـادُها هـم
ولولاهم كانت ظلاما بأهلها ولـكن هـم فيـها بـدور وأنجم
عزيز بن فرحان العنزي
مدير مركز الدعوة بدبي